بركان أيسلندة
الأرض ليست هامدة كما يظن البعض ، وفي جوفها الملتهب صخب وضوضاء ونار وحمم. فبركان ايسلندة يحمل عظات لبني البشر ولحضارتهم بعد ان قذفت الأرض ببعض ما في داخلها لم يتوقع أحد ان يغير انفجارأحد براكين ايسلندة ، تلك الجزيرة المتجمدة النائية في شمال المحيط الاطلسي ، حياة الملايين على وجه الأرض وبهذا الشكل المفاجئ. لكن البركان الذي ثار قاذفا رماده المكون من صخور واتربة وغازات الى ارتفاع عشرات الكيلومترات في الغلاف الجوي ليشكل سحابة سوداء ، دفعتها الرياح نحو شمال ووسط اوروبا ، حقق ما لم تحققه اي ظاهرة طبيعية أو بشرية منذ اختراع الطيران قبل اكثر من قرن. ليس من السهل تصور تداعيات اغلاق عشرات المطارات في اوروبا لنحو اسبوع وربما أكثر. وحتى ان انتهت الأزمة قريبا فان آثارها على قطاع الطيران العالمي وقطاعات اخرى كالسياحة والفندقة والمعارض والتجارة ستستمر لفترة طويلة. وهناك من يجزم بان بركان ايسلندة اجهض فرص التعافي الاقتصادي العالمي وقد يدفع بالعالم مرة اخرى نحو حافة الكساد.
نقلاً عن جريدة الدستور الأردنية